2010-09-11, 10:20 PM
دعاء ليلة القدر 1431 هــ / 2010 مـ - للشيخ محمد جبريل
دعاء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك من جامع عمرو بن العاص لعام 1431 هجرية الموافق 2010 ميلادية
لتحميل : اضغط هــــــــنــــــــــــــــــــــــا
مساحة الملف: 13 ميجا تقريبا
نوع الملف: مضغوط
***************
رابط آخر للملف بمساحة 54 ميجا تقريبا
للتحميل
اضغط هــــــــــــــنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
أو
اضغط هــــــــــــــنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
****************
****************
نص دعاء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك من جامع عمرو بن العاص لعام 1431 هجرية الموافق 2010 ميلادية
الحَمْدُ للهِ الذي بنعمته تتم الصالحات.. وتزكو عنده الطيبات.. وبِمَنِّه وكرمه تُستجاب الدعوات..
الحَمْدُ للهِ الذي أطعمنا وسقانا.. ورزقنا وكسانا.. وعصمنا وكفانا.. وأعزَّنا وأغنانا.. ووفقنا وهدانا.. وآنسنا وآوانا..
له الحَمْدُ والتمجيد.. والتسبيح والتقديس.. والتهليل والتكبير.. والذِّكْر والثناء.. والشكر والدُّعَاء.. والجمال والبهاء.. والجلال والبقاء.. والجود والسخاء.. والْمَنّ والعطاء..
تُسبح بِحَمْدِهِ الأرض والسماء.. والطيور في الهواء.. والحيوان في الماء.. والوحوش في الصحراء.. وسائر المخلوقات والموجودات..
سُبْحَانَك يَارَبّ.. يَامَنْ تُسبح له الرمال.. وتسجد له الظلال.. وتندك من هيبته الجبال.. عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ.. الْكَبِيرُ الْمُتَعَالُ.. ذو الْإِكْرَامِ والْإِجَلَالِ.. والقدرةِ والجمالِ.. وإِليه المَرْجِعُ والْمَآلُ.. وهو الباقي بلا زوال..
لَيْسَ لَّهُ شَبِيهٌ ولا نَظِيرٌ.. ولا شَرِيكٌ ولا ظَهِيرٌ.. ولاصاحبةٌ ولاوزيرٌ.. ولَيْسَ لَّهُ وَلِيٌ ولا نَصِيرٌ..
له الملك والتدبير.. والحكم والتقدير..
سُبْحَانَه جَلَّ في عُلاهِ.. يسمعُ ويُجيب.. ويُعطي البعيد والقريب.. ويرزق العدو والحبيب.. يُغيث اللهفان.. ويُشبع الجوعان.. ويسقي الظمآن.. ويُجازي علي الْإِحسان..
سُبْحَانَه قرِيبٌ مُجِيبٌ.. عطاؤه ممنوح.. وبابه مفتوح.. وفضله يغدو ويروح..
حليمٌ كَرِيمٌ صفوح.. يدعوه الغريق في البحار.. والضال في القفار.. والمحبوس خلف الأسوار..
سُبْحَانَه قرِيبٌ مُجِيبٌ.. ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ.. والْبَطْشِ الشَّدِيدِ.. أَقْرَبُ للعبد من حَبْلِ الْوَرِيدِ.. وهو علي كُلِّ نَفْسٍ قَائِمٌ وَشَهِيدٌ..
سُبْحَانَه أَكْرَمُ مَنْ أجاب.. يغفرُ الزلات.. ويُقيلُ العثرات.. يبسطُ يدُهُ بالليل ليتوب مُسيء النهار.. ويبسطُ يدُهُ بالنهار ليتوب مُسيء الليل..
نحْمَدُك يَارَبَّنَا علي نعمِك العظيمة.. وآلائِك الجسيمة.. نحْمَدُك يَارَبَّنَا حَمْدَ الشاكرين.. حَمْدَ الذاكرين.. حَمْدَ التائبين.. حَمْدَ الحامدين.. حَمْدَ السائحين.. حَمْدَ الراكعين.. حَمْدَ الساجدين.. حَمْدَ الآمرين بالمعروف.. والناهين عن المنكر.. حَمْدَ الحافظين لحدودك يَاربَّ الْعَالمِين.. حَمْدَ المخلوقات اجْمَعْين..
وَنُؤْمِنُ بِك يَارَبَّنَا إيمان الموقنين.. ونُقِّرُ بوَحْدَانيتِك إقرارَ الصادقين.. ونَشْهَدُ أَنَّه لَا إلَهَ إِلاَّ أَنت وحدك.. لاشَريكَ لَك.. رَبُّ الْعَالمِين.. شهادةً تنفعنا يَوْم الدِّينِ.. يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ.. إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ.. وتجْعَلُنا عند الْفَزَع الْأَكْبَر آمنين..
اللَّهُمَّ صَلِّ على نَبِيِّنَا مُحمَّد.. الإمام والقدوة.. نَبِيِّ الْهُدَى والرحمة.. كان قريباً من ربه.. والرحمةُ تسكنُ في قلبه..
وآتي المال علي حبه.. وبورك له في كسبه.. وأيده الله بنصره.. أعطاه الله مالم يعط أحداً.. وأعلي مكانه.. وأعزَّ قدره..
لايقطع مَنْ وصله.. ولايرُدُّ أحداً سأله.. طبعُهُ الشجاعة.. فحيث سار تُسايرُه.. شيمتُهُ الوفاء.. يكفيه أن الجزع بكي لما علم أنَّه هاجِرُه.. خُلُقُهُ القرآن.. تكفيه شهادة القرآن.. أنه صاحب الْخُلُقِ العظيمِ وناشِرُه..
سيذكره الفقير.. كَمْ مِن فقيرٍ أتاه فسدَّ حاجاته وفقره..
ويذكره الضعيف.. وكَمْ مِن ضعيفٍ حماه من القوي وشدَّ أذره..
ويذكره اليتيم.. وكَمْ مِن يتيمٍ رعاه بعطفه وأزال ضُرَّه..
وتذكره الأرامل.. فكان يجري بين أيديهن خيره..
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد.. صاحب الْخُلُقِ العظيمِ.. حيث أثني عليه خالقنا قائلاً:
(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ{القلم/4}).. وعلَى آلِهِ وصحبِهِ حَقَّ قَدْرِهِ ومِقْدَارِهِ الْعَظِيم..
اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ تأدَّب بآدابه.. واهتدي بِهَدْيِهِ.. واستَنَّ بِسُنَّتِهِ.. والتزم شريعتِه.. وأمِتْنا علي مِلَّتِه.. وأَوْرِدْنا حَوْضَهُ.. واجْعَلْه يروينا من كوثره.. واسْقِنا مِن يَدِهِ الشَّريفَةِ شَرْبَةً هنيئةً مريئةً لا نظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَدًا.. واجْزِهِ اللَّهُمَّ عنا خَيْرَ ماجَزَيْت بِهِ نَبِيًّا عن قومِهِ.. ورَسُولًا عن رسالتِهِ.. اللَّهُمَّ اشْهِدُهُ منا خيراً.. واسْمِعهُ عنا خيراً.. وارزقنَا حبه علي الدوام.. ورؤيته في المنام.. وابلغه منا السَّلَام.. واجْمَعْنا معه في أعلي مقام..
سُبْحَانَك أنت السَّلَام.. ومنك السَّلَام.. وإِليك يعود السَّلَام.. فَحَيِّنا رَبَّنَا بالسَّلَام.. وأَدْخِلْنا الجنة دارك دار السَّلَام بسلام..
اللَّهُمَّ اهْدِنِا فِيمَنْ هَدَيْت.. وَعَافِنِا فِيمَنْ عَافَيْت.. وَتَوَلَّنِا فِيمَنْ تَوَلَّيْت.. وَبَارِكْ لِنا فِيمَا أَعْطَيْت.. وَقِنا واصْرِفْ عَنَّا شَرَّ مَاقَضَيْت.. نَسْتغْفِرْك ونَتُوبُ إلَيْك.. وَنُؤْمِنُ بِك وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْك.. وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ كُلَّهُ.. أَنْتَ الْغَنِيُّ ونحْنُ الْفُقَرَاءُ إلَيْك..
اللَّهُمَّ رَبَّ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا.. واذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِنا.. وأَجِرْنا مِنْ مُضِلَّات الْفِتَنِ مَاأَحْيَيْتَنا.. واشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ.. اللَّهُمَّ اهْدِ شبابنا.. وزَوِّجْ عزابهم.. وأعْطِهم ولاتَحْرِمْهم.. وبثْ فيهم النخوة والمروءة.. وانْزِعْ من قلوبهم الضعف والوهن.. وجَنِّبْهم الفِتَن ماظهر منها ومابطن.. وأَمْلَأ قلوبهم بالشجاعة والإقدام.. وأَمْلَأ حياتهم بالنور والحياء.. وارزقهم بِرَّ الأمهات والآباء.. وبَاهِ بهم ملائكة الأرض والسماء.. وثَبِّتْ أقدامهم عند اللقاء.. بِرَحْمَتِك ياذا الْمَنِّ والعطاء.. و جَمِّلْ بناتنا ونساءنا بالستر والحجاب.. واجْعَلْهن بالإيمان معتصمات.. وأَنْزِلْ عليهن الخير والبركات.. وارزقهُن الإلتزام والثبات.. وجَنِّبْ كل زوجين التخاصم والشجار.. واحْفَظْهما من مكائد الشيطان والأشرار.. بِرَحْمَتِك يَاعَزِيزُ يَاغَفَّارُ..
يَارَبّ..
اللَّهُمَّ لا خيرَ إلا منك.. ولانصرَ إلا بك.. ولاتوكلَ إلا عليك.. ولانعيمَ إلا في قربك.. ولا أنسَ إلا معك..
ولانورَ إلا بنورك.. ولا إخلاصَ إلا بتوحيدك.. ولاهُدىً إلا بهديك.. ولا حياةً إلا في رضاك.. ولاسكينةً إلا في عطائك.. ولاحكمةً إلا في كتابك.. ولاطمأنينةً إلا بذكرك.. فلانحب سواك.. ولانخاف سواك.. ولانرجو سواك.. ولانرغب إلا إليك.. ولانرهب إلا منك.. ولانطيع إلا أمرك.. ولانستعين إلا بك.. ولانستغيث إلا بك.. ولانلجأ إلا إليك.. ولا نسجد إلا لك.. يَامَنْ لا مفرَ إلا إليه.. ولامَفْزَعَ إلا إليه.. ولامَقْصَدَ إلا إليه.. ولامَنْجَي منه إلا إليه.. وَلاَحَوْلَ وَلاَقُوَّةَ إلاَّبِه.. نَسْأَلُكَ رضاك والجنة.. ونَعُوذُ بك من سَخَطِك والنَّارِ..
يَارَبّ.. يَارَبّ.. يَارَبّ..
الله إِنَّا قد وفدنا إليك.. ووقفنا بين يديك.. أتيناك وقد أسلمنا وجهنا إليك.. وأنبنا إليك.. وتبنا إليك.. يَامَنْ لكُلِّ شَيْءٍ قدم لك.. لولاك كُلٌّ قد هلك.. فالخلق لك.. والملك لك.. والعزُّ لك.. والأمر لك.. والحكم لك.. والحَمْدُ لك.. والشكر لك.. وكُلُّ الخير منك وإليك.. فارْحَمْ قدماً سعت إليك.. ولساناً دعا إليك.. وأَمْلَأ قلوبنا حباً لك.. وخشيةً منك.. وتصديقاً لك.. وإيماناً بك.. وشوقاً إليك.. وارزقنَا الإنابة إليك.. والإقبال عليك.. وصدق الحياء منك.. وخُذْ بأيدينا إِلَيْك أَخْذَ الكرامِ عَلَيْك..
يَامَنْ بِحَمْدِهِ يستفتح كل كتاب.. وبإسمه يشفي كل داء.. وبه تكشف كل غمة وبلاء.. وإليه ترفع الأيدي بالتضرع والدُّعَاء.. في الشدة والرخاء.. والسراء والضراء.. وحقق لنا رضا الأمهات والآباء..
يارب البيت والحرم.. ياخالق الكون من العدم.. يارب الخلق كله.. يَامَنْ اختص باللوح والقلم.. اشف صدورنا من الجراح والألم.. وارحم تضرعنا.. فقلوبنا بين الخوف والندم..
يَارَبّ..
اجْعَلْنا من اهل الصدق والوفاء.. وزينا بالعلم والحياء.. وارزقنَا حب العلماء والأتقياء.. وطهر قلوبنا من الغرور والكبرياء.. وحبب إلينا الإيثار والعطاء.. واجْعَلْنا خير قدوة للأبناء.. واجْعَلْنا سادة للأمم.. واجْعَلْ رجاءنا فيك..
ونجنا من العذاب والنقم.. ولاتَحْرِمْنا لَذَّةَ النظر إِلي وَجْهِكَ الْكَرِيمِ.. ذلك أعظم مانرجوه من النعم..
يَامَنْ هو أعلي وأعلم.. اغْفِرْ وَارْحَمْ.. واعْفُ وتَكَرَّمْ.. وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمْ.. سُبْحَانَك تعلم ما لانعلم.. إنَّك أَنْتَ الله الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ..
اللَّهُمَّ طهرنا من دنس الذنوب.. وخلصنا من شر النفوس.. وباعد بيننا وبين الخطايا..
واجْعَلْ لنا أمانا من الفقر.. وأنسا من وحشة القبر.. كما نَسْأَلُكَ عيش السعداء.. وميتة الكرماء.. ومنزلة الشهداء.. ومصاحبة الصالحين والأنبياء.. واحْفَظْنا من الشيطان ونزغه.. ومن شر كل ذي شر.. ربنا نَعُوذُ بك من هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ.. ونَعُوذُ بك رَبَّنَا أَنْ يَحْضُرُونِ..
يَامَنْ جعلت لكل أجل كتابًا.. ولكل نفس حساباً..
اغْفِرْ لجميع موتى الْمُسْلِمِين.. ارْحَمْنا إذا صرنا منهم يَاأرْحَمَ الرَّاحِمِيْن..
ارْحَمْنا إذا صرنا عن الدنيا راحلين.. ولنعيمها مفارقين.. ولبيوتنا تاركين.. وعلي الفراش مطروحين.. وعن الكلام عاجزين.. وللإخوان مودعين.. وعلي الأكف محمولين.. وإلي القبر نازلين.. وفي التراب ساكنين.. وللأموات مجاورين.. ولأعمالنا ملاقين.. وعليك ياالله واردين.. كُنْ لنا أنيساً عند وحدتنا.. وصاحبًا عند وحشتنا.. ومغيثاً عند فزعنا.. وحافظًا عند خوفنا.. واجْعَلْ القبر خير منازلنا.. وارحم وقوفنا بين يديك.. وارحم عند الصراط أقدامنا.. وثَقِّلْ مَوَازِيننا.. وارْفَعْ درَجَاتنا.. واغْفِرْ خَطِيئَاتنا.. وحَقِّقْ إيماننا.. وتَقَبَّلْ صَلَاتَنا.. وصِيَامَنْا.. وقيَامَنْا.. ورُكوعَنا.. وسُجودَنا.. ودُعَاءَنا.. وآتنا كتابنا بيميننا.. وَتجاوزْ عَن سَيِّئَاتِنَا.. وضاعف حسناتنا.. وعافنا عن الحساب.. وأمنا من العذاب.. يوم تبعث عبادك.. وأَظِلَّنا تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِك يَوْمَ لَا ظِلَّ إلَّا ظِلُّك.. واجْعَلْنا ممن تتلقاهم الملائكة بالبشري: (هَذَا يَوْمُكُمُ الذي كُنتُمْ تُوعَدُونَ {الأنبياء/103})
يَارَبّ..
يَامَنْ تحب العبد الملح في الدُّعَاء.. هانحن ندعوك.. ونرجوك.. مَنْ سواك لعبدٍ دائم العثرات..؟ مَنْ سواك لعبدٍ يرجو رضاك ويسكب العبرات..؟ مَنْ سواك لعبدٍ يرجو منك المغفرة..؟ مَنْ سواك لعبدٍ يرجو منك العفو والرحمات..؟ مَنْ سواك لعبدٍ بك يستجير..؟ ويرجو الصفح عن الزلات..؟ مَنْ سواك لعبدٍ آتاك تائباً مستغفراً.. سائلاً أن تقضي له الحاجات..؟ مَنْ سواك لعبدٍ جعل رضاك منتهي الرغبات..؟
يَارَبّ..
مَنْ لنا سواك إذا اشتدت السكرات.. وهوت بنا القوة والقدرات.. ونزل بنا هادم اللذات.. ومفرق الجماعات..؟
مَنْ لنا سواك إذا غمرنا التراب.. وأغلِّقَتْ من القبور الأبواب.. فإذا الوحشةُ والوحدةُ وهَوْلُ الحسابِ..؟ مَنْ لنا سواك..؟ مَنْ لنا سواك يوم تنقطع فيه الأرحام والأنساب.. ولا ينفع فيه الأهل والأموال والأصحاب.. مَنْ لنا سواك يوم ينادي المنادي بلسان الحسرات.: (يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا {الكهف/49})
يَارَبّ.. يَارَبّ.. يَارَبّ..
سمع العابدون بذكرك فخشعوا.. وسمع المذنبون بحسن عفوك فطمعوا..
إلَهَنا.. وخالِقنا.. ورازِقنا.. ومولانا.. قد وجدناك رحيماً فكيف لانرجوك..؟! ووجدناك ناصراً ومعيناً فكيف لاندعوك..؟! مَنْ لنا إذا طردتنا..؟! سُبْحَانَك يَارَبَّ.. خلقتنا ولم نك شيئاً.. ورزقتنا ولم نك شيئاً.. فإن عفوت فلا ينقص من ملكك شيئاً.. وإن عذبتنا فلا يزيد في سلطانك شيئاً..
يَارَبّ..
عبيدك برحابك.. مساكينك برحابك.. فقرائك برحابك.. نحن لك خاضعون.. وبقضائك راضون.. ولرضاك راجون.. ولجنتك طامعون.. وبذنوبنا مقرون.. ومن نارك مشفقون..
يَاربَّ المسلمين.. يَاربَّ الْعَالمِين.. والمخلوقات أجْمَعْين.. يَامَنْ إليه المُّشتكَي.. ياصاحبَ كُلِّ نجوى.. ويامُنتَهي كُلِّ شكوى.. نشكو إليك ضعف قوتنا.. وقلة حيلتنا.. وتظاهر الأعداء علينا.. ونزول الفتن بنا.. فأمتنا قد انهارت.. وضعفت قواها وخارت.. وأصبحنا على بعضنا أَشِدَّاء.. وعلى غيرنا رُحَمَاء.. واتبعنا الأهواء.. ومزقت أواصر الإخاء.. وذهب الوفاق والوفاء.. وعم الخلاف والشقاق.. وكثر الفساد والإفساد.. وتقدم الجهلاء.. وتأخر الأكفاء.. ورحل التعاون والتآلف.. وذهب البر والتناصر.. وطمع فينا الأعداء.. ولعب بنا الشيطان.. وخالفنا القرآن.. وأغضبنا الرحمن.. فأصابنا شر وخذلان.. وهان المسلمون بين الأنام.. ففشلنا.. وذهب ريحنا.. وانقسمنا.. وضاعت قدسنا..
اللَّهُمَّ وَحِدْ صفوف المسلمين.. وأَلِّفْ بين قلوبهم.. ووَحِدْ غايتهم.. وأمنهم في أوطانهم.. وأَصْلِحْ أحوالهم.. واقض ديونهم.. وعاف مرضاهم.. وانصر جيوشهم.. واذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهم.. وانْصُرْهُم على عَدوِك وعدوِهِم.. وأَصْلِحْ الراعي والرعية.. واحْفَظْ الأمة الإسلامية.. واجْمَعْ شمل أمتنا في فلسطين.. وفي العراق.. وفي كُلِّ مكانٍ من أرض الإسلام.. وكن مع إخواننا فى باكستان.. وفى أفغانستان.. وفى كشمير.. وفى بورما.. وفي كُلِّ أرضٍ يحارب فيه الإسلام.. يَاربَّ الْعَالمِين.. اللَّهُمَّ اشف مرضانا.. وداو جرح امة الإسلام.. وداو جرحاها.. ولم شعثها.. وسلم غائبها.. ووحد رأيها.. وألف ذَاتَ بَيْنِها.. واعل شأنها.. وقو شوكتها.. لتعيش أفراحها.. وتعود إالي دينها..
وتتوب إلي رشدها.. وتستدرك الفارق من أمرها.. والخروج من محنتها.. والنهوض من عثرتها.. والثقة في دينها.. والعودة إلي ربها.. وامض بها علي سنن الهدي.. لتغار لدينها.. وردها لتراثها الميمون.. واجْعَلْ القرآن لها خير معين.. ومكن لنا ديننا الذي ارتضيت لنا.. وانصر كل ذي ثقة بهذا الدين.. وهيء لهذه الأمة أمر رشده.. وأعز فيها أهل طاعته.. ويذل فيه أهل معصيته.. ويؤمر فيه بالمعروف.. وينه فيه عن المنكر..
اللَّهُمَّ ائذن لدينك أن ينقذ عالمنا الغريق.. واجْمَعْ قلوب المسلمين علي التوحيد والتأييد..
وأئذن لشمس الإسلام أن تضيء.. اللَّهُمَّ أئذن لشمس الإسلام أن تضيء.. بقُوَّتِك ياقَوِيُّ يامَتِينُ..
يارَازِقْنا الإسلام.. وبِعَدْلِكَ شَرَّعْت الأحكام.. أَدِبْنا بأدبِ الإسلام.. وأملأ بيوتنا بحبِ الإسلام.. وهدي الإسلام.. ويسر الإسلام.. ورحمة الإسلام.. وعدل الإسلام.. وعظمة الإسلام.. اللَّهُمَّ اعل كلمة الإسلام.. واستعملنا لنشر الإسلام.. واجْعَلْنا خير دعاة للإسلامِ.. وأعد لنا مجد الإسلام.. وعز الإسلام.. ونصر الإسلام.. وحضارة الإسلام.. واهزم أعداءنا بالإسلام.. وأذل خصوم الإسلام.. وارفع راية الإسلام في كل مكان.. واجْعَلْنا ممن يعرضون سماحة الإسلام فلا يتشددون.. ويدركون سمو تعاليمه فلا يفرقون.. واجْعَلْ الإسلام صيحة المجاهدين..
ونداء المسلمين.. وتسبيح العابدين.. وأنشودة الفاتحين.. واستغاثة الملهوفين.. وعوناً للمظلومين علي الظالمين..
يَارَبّ..
يَامَنْ قصمت القياصرة.. وقَهرت الجبابرة.. وخضعت لك أعناق الفراعنة.. عليك بأعداء الإسلام والمسلمين.. الغادرين.. القاتلين.. السارقين.. الماكرين.. الحاقدين.. الحاسدين.. المغتصبين.. الكائدين.. الكاذبين.. المخادعين.. المقامرين.. الفاسدين.. المفسدين.. المجرمين.. الظالمين.. الكارهين لكل دين.. حاملي الحقد الدفين.. واردي المجوس والمنافقين.. اللَّهُمَّ انهم اجاعوا منا البطون.. وارقوا الجفون.. وادمعوا العيون.. وجعلوا منا الالوف مشردين.. ممزقين.. وجعلوا منا المنكوبين.. والمظلومين..
اللَّهُمَّ انهم اذونا بقسوة وجمود.. وقتلونا بلا شرع او قانون.. واشعلوها حربا علي الدين.. وتطاولوا علي الرسول المعصوم.. وأنت الناصر لنا والمعين..
اللَّهُمَّ اجْعَلْ مما غرستهم أيديهم يحصدون.. واجْعَلْ القدس لهم لقمة مسممة في البطون.. اللَّهُمَّ إن الأرض ضاقت بهم والبلاد.. فقد دنسوا أرض الأنبياء.. وقتلوا الأطفال فلذة الأكباد.. وطعنوا قلوب الآباء والأمهات.. ودنسوا مسري النبي في حرمة الأحياء والأموات.. اللَّهُمَّ صب فوق رؤوسهم اللعنات.. وصد عن إسلامنا الضرب والطعنات.. واهلكهم كثمود وعاد.. وائذن لنورك أن يمحو دولة الظلمات.. ونكس لهم الأعلام والرايات..
يَامَنْ رد بصر يعقوب.. وجعلت حزنه فرحاً.. رد إلينا الأقصي.. واجْعَلْ عودته لنا فرحاً وعرساً.. واعد لنا مجد الإسلام منذ أن كان بدراً.. وادرك أمتنا.. اللَّهُمَّ ادرك أمتنا.. واضء في ظلالها قبساً.. وارزقنَا عزاً يدوم أبداً..
يَارَبّ.. يَارَبّ.. يَارَبّ..
ندعوك يَارَبَّنَا كما أمرتنا تضرعاً.. يَامَنْ تبدأ بالإحسان نعماً.. وتعفو عن الذنب كرماً.. إان دعوناك اجبتنا.. وإن سألناك أعطيتنا.. وإن حمدناك شكرتنا.. وإن شكرناك ذكرتنا.. وإن عصيناك سترتنا.. فأي نعمك نحصيه عدداً..؟
وأي عطاء نقوم بشكره..؟! فما ندري ما نشكر..؟! أجميل ماتنشر..؟! أم قبيح ماتستر..؟! أم عظيم ماأنعمت وأوليت..؟! أم كثير ما منه نجيت وعافيت..؟!
ياحبيب من تحبب إليك.. ياقرة أعين من لاذ بك وتقرب إليك.. ندعوك يَارَبّ.. ندعوك طامعين.. راهبين.. خائفين.. راجين.. راغبين.. سُبْحَانَك لك الخلق والأمر.. تباركت يَاربَّ الْعَالمِين.. قلت وقولك حق.. ووعدك حق: (وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ{النساء/32}).. وليس من صفاتك يَارَبَّنَا أن تأمر بالسؤال وتمنع العطاء.. وأنت الحنان المنان.. يَامَنْ أعطيتنا الإيمان قبل السؤال.. وماأمرتنا بالإستغفار إلا وأنت تريد لنا المغفرة.. فقلت في كتابك:
(اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا{نوح/10}).. ولولا كرمك ماألهمتنا التوبة والمعذرة..
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنّا إنك أنت السَّمِيعُ الْعلِيمُ.. و تُبْ عَلَينا إنك أنت التوابُ الرَّحِيمُ.. واغْفِرْ لنا وارْحَمْنا إنك أنت الغَفُورُ الرَّحِيمُ.. ونَجِّنَا من الْهَمِّ والْغَمِّ والْكَرْبِ العظيمِ.. ومَتِّعْنا اللَّهُمَّ بالنَّظَرِ إلى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ.. يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ..
يَامَنْ إليه تَصِيرُ الْأُمُورُ.. نَسْأَلُكَ يَارَبَّنَا الْفِرْدَوْسَ والْكَوْثَرَ والْحُور.. يَامَنْ أنزلت ليلة القدر في شهر القرآن.. وشرفتها بنور القرآن.. نسألك فضلها وكرمها.. وبركتها وعفوها.. سُبْحَانَك تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا.. اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا.. وعَافِنَا.. وسَامِحْنا.. وتَقَبَّلْ مِنّا.. واقْبَلْنا.. وتُبْ عَلَيَّنا..
ياقَاضِيَ الْحَاجَاتِ.. ويامُجِيبَ الدَّعَوَاتِ.. وياوَلِيَّ الحَسَنَاتِ.. لاتصْرِفْنا من هذا الْمَقَام العظيم ﺇلا وقد غفرت الذنوب.. وسترت العيوب.. وكشفت الكروب.. وشفيت كل مريض.. وفككت كل أسير.. ووفقت كل طالب.. وعافيت كل مبتلي.. وهديت كل حيران.. وأجبت كل سائل.. اللَّهُمَّ ﺇن لكل داء كرامة.. ولكل سائل عطية.. ولكل راج ثوابا.. ولكل راغب ﺇليك زلفة.. ولكل ضيف قري.. فاجْعَلْ قرانا منك الجنة.. يَامَنْ ليس معه ربٌ يدعي.. ولا ﺇله يرجي.. لاتصْرِفْنا من هذا الْمَقَام ﺇلا وقد جمعت كلمتنا.. وألفت بين قلوبنا.. ونصرت المستضعفين في كل مكان.. ورددتنا والمسلمين ﺇلي دينك رَدَّا جَمِيلًا..
ياقَاضِيَ الْحَاجَاتِ.. اقْضِ حَوائِجَنا وحَوائِجَ السَّائِلِين.. وصَلَّى اللَّهُ عَلَى نبَيِّنَا مُحمَّد.. أشرف مَنْ سعي علي قدم.. وأبلغ مَنْ نطق بالحكم.. وآخي بين العرب والعجم.. وألف بين السادة والخدم.. خير البشر.. خير مَنْ حج واعتمر.. وخير مَنْ بشر وأنذر.. وعلَى آلِهِ وصحبِهِ وَكل رسول مطهر.. وَسَلَّم تَسْلِيمًا كَثِيرًا..
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ{١٨۰} وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ{١٨١} وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{١٨٢}) (سورة الصافات)
---------------
هذا الدُّعَاء ألقاه فَضِيلَة الشَّيْخ مُحمَّد جِبْرِيل في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك بجامع عمرو بن العاص يوم الأحد الموافق ۲٦ رَمَضَان ١٤٣١ هـ / ۷ سبتمبر ۲٠١٠ م
لا تنسونا من صالح الدعاء