انا غزة الحزينه

[ابراهيم الصياد]

انا المدينه الحزينه غزه
اعطى العالم دروس فى العزه
هامتى شموخ الجبال
ارضى مقبرة رجال

رغم الموج الضارب شطاني
رغم احزانى
رغم عمل المعول في ابدانى
من بين فرجى يخرج الابطال

مللت الصمت من زمن
صرخه الاموات قد ثقبت
قلوب الفجر فانتفضت
تعلن ثورة الطهر على العفن

جرحى عميق يعلوه جراح
ما عدت اسمع الا النباح

ازهاري مصلوبة فوق الاذان
طيري هزيل مكسور الجناح

أهات ليلي تحمل طفل معاق
مجهول الهويه
ربما كان ضحيه
تجر خطاه الرياح

أيا بدر قد غدوت
معلق على أسنه الرماح

اصرخ فى الدروب الخاويه
فيردد صوتى صدى الاشباح
ما زلت اشدو فوق المنابر
ماسأة قمرى وسيفي الباتر

لم ازل اعانق النهر الكئيب
احارب وحدى وعد بلفور الفاجر

انا الليل انا الصباح
انا صداح الموت فوق المقابر

هذي الطرقات يقتل احلامي
كلاب الليل تحطم الاماني

اجوب اتسول على كل باب
فارجع باحمرار وجهى و خيبة الامالى

اين الكرام من اهل عروبتي
تركونى اقبل ايادي اللئامي

كم كنت عروس في خضره
فارسى صلاح احكم اللجامي

من كنعان وانا لؤلؤة فوق المرايا
انعكاس الشمس فوق البحور
رسم السحاب وبيت غفران الخطايا

لم اكن يوما مغارة تأوي اللصوص
او حانة لبيع اجساد البغايا

هل رات اجفانى اللظى مدركة
حمام الموت يحطم سفوح المنايا

فروع الزيتون وسط النيران محصوره
فوق مواكب الكهان نامت عرايا

انهار الدم تثور وتشعل الاكونا
تسقى سنابل القمح و الاغصان

نواحى على امة قد غدت
كغثاء السيل تساق قطعانا

تثور وتحترق كالاوراق مبعثره
لم يبقى من نارها الا رمادا ودخانا

ريح تهز الجدران قادمه
ريح عاصفه
ايقظت الاشجار من مرقدها

تلوح يمينا
تلوح يسارا
لا يستطيع شيئا ان يوقفها

فتحت نافذتى
بعثرت اوراقي
فلم استطع ان اجمعها

اعلم ان للريح دربا من الجنون
بيدها ماجون

تعصف بمن امامها
تلقيه فى بحر مهجور

خلف الشمس تبعثه
خلف الافكار
خلف العقل
خلف الظنون
الى مدينه شيطان ملعون

طريق بلا عوده
اخره هذيان وجنون

اخره صرخة طفل
مسحة حزن
قيود بطل مسجون

يا غزه للريح درب جنون
للريح درب جنون