2008-07-28, 01:26 PM
التعرق عملية طبيعية تلعب دوراً هاماً في حياة الانسان .. وعلى الأخص في حياة الرياضين .. وكلما يمارس الانسان الرياضة ترتفع حرارة جسمه .. فيأتي التعرق ليعمل على تبريد الجسم .. وبالتالي تخفيض حرارته ..
والتعرق بحد ذاته مفيد للجلد .. وبعض الناس يتعرقون أكثر من غيرهم , لأنهم بحاجة الى تبريد أكثر .. هم الذين تقل النسبة بين مساحة جلدهم ووزنهم .. وهذا يعني أنهم الأثقل وزناً .. وكلما طالت قامتك وزاد وزنك , فانك تتعرق أكثر .. ومع أن بعض الناس يساورهم القلق اذا لم يتوقفوا عن التعرق بعد ممارسة الرياضة .. غير أن هذا أمر طبيعي .. لأن الجسم لا يبرد فور التوقف عن التدريب .. وانما تنزل حرارة الجسم تدريجياً .. وبالتالي عملية التعرق مستمرة , ما دامت حرارة السم أعلى من المعدل الطبيعي ..
ومن الملاحظ اصرار بعض الناس على أخذ دوش فور انتهائهم من التدريب أو التمارين الرياضي , لأنهم يعتقدون أن العرق اذا ترك يجف على الجلد , فانه يسد المسام ويسبب حب الشباب !! فليس في هذا ذرة من الحقيقة .. وعدا عن ذلك , فانك اذا أخذت دوشاً قبل أن يتبرد جسمك , فان عملية التعرق سوف تستمر حتى بعد أخذك للدوش ..
ان الذي يسبب التهيج للجلد ليس هو التعرق , بل هو الافراط في الدوش الذي يمارسه الشخص لازالة آثار العرق .. فالافراط في استعمال الصابون في الحمام يسبب جفافاً للجلد وبالتالي يصبح خشناً ..
فاذا كانت عندك هذه المشكلة , فالجواب بسيط جداً لا تأخذ حماماً بدون ضرورة .. لأن هذا الحمام الاضافي يزيل المادة الزيتية على سطح الجلد .. وهي لازمة للحفاظ على الجلد رطباً وليناً .. والصابون عامل رئيسي في تسبب جفاف الجلد .. لذلك حاول أن تستغني عن الصابون في نصف حماماتك .. واستعمل كريمات الترطيب بعد كل حمام ..
ان أكبر خطر في عملية التعرق , هو ألا تتعرق بما فيه الكفاية .. مما يبقي حرارة الجسم مرتفعة عن المعدل ..
فالرياضي , وخلال ساعة واحدة أثناء التدريب , يستطيع بكل سهولة أن يطرح في عملية التعرق ما بين ليترين ونصف وأربعة ليترات من السوائل .. أما اذا كانت كمية السوائل لديك قليلة , بحيث لا تستطيع التعرق , فان حرارة جسمك ستزيد .. وبالتالي قد تنهار وتصاب بضربة شمس .. ونفس الشيء قد يحصل في حمامات السلونا أو الحمامات الحارة .. وهنا تظهر أهمية تناول السوائل - والماء أفضلها - وذلك قبل وخلال وبعد التدريب الرياضي أو دخول الساونا أو الحمام الحار ..
وهنا يجب التوضيح بأنه ليس لعرق الرياضي رائحة كريهة , وانما للعرق الناجم عن التوتر .. وهذا يقودنا الى بحث مختلف كلياً يتعلق برائحة الجسم .. فان الحمام اليومي وتغير الملابس الداخلية يمنع رائحة الجسم .. وذلك لأن رائحة الجسم الكريهة لا تنجم عن الغتعرق نفسه وانما تنجم عن الجرثيم الموجودة أصلاً على سطح الجلد , والتي تتفاعل مع العرق بعد جفافه ..
وتأتي المواد المزيلة للروائح وكذلك المواد المضادة للتعرق من جملة الوسائل الأولية للحماية من رائحة الجسم .. وتتكون المواد المزيلة للروائح وبصفة أساسية من مواد كحولية معطرة , حيث يعمل الكحول على تسريع جفاف العرق , وأيضاً يعمل العطر على ازالة أية مخلفات كريهة للرائحة .. أما المواد المضادة للتعرق فتمنع العرق كلياً .. وذلك لأن أملاح الألمنيوم ألتي تحتوي عليها تسد الأنابيب المفرزة للعرق في المنطقة التي تدهن بها ..
ومع أن ذلك قد يكون خطراً نوعاً ما , لكنه عموماً لا يسبب أية مشكلة بسبب ضآلة المساحة المدهونة بالمادة المضادة للتعرق ..وقد يتهيج الجلد كنتيجة لاستعمال المواد المزيلة للروائح أو المواد المضادة للتعرق .. فقد يصاب المرء بالطفح الجلدي .. وكما هي الحال بالنسبة للمواد التجميلية , فان المادة التي تسبب المشاكل هنا هي المواد المعطرة .. ويمكن حل المشكلة هنا وببساطة عن طريق استعمال مواد لا تحتوي على العطور في تركيبها , وذلك بقراءة البطاقة الملصقة على زجاجة المادة المزيلة للرائحة أو المادة المضادة للتعرق .. بحيث تتأكد من خلوها من المواد العطرية .. أما اذا كان جلدك يتهيج برغم استعمالك مواد خالية من العطور فمن الأفضل مراجعة طبيب الجلد , فقد ينصحك باستعمال موضعي لكريم ستيروئيدي مضاد للحساسية , وقد يكون هذا كافياً ..
ويعاني البعض من التعرق المفرط , فترى أحدهم يتعرق بغزارة في يديه وقدميه وابطيه , وهذه حالة مرضية خاصة كنا قد أفردنا لها موضوعاً كاملاً في السابق على الصفحة الطبية للمندى بتارخ 4/6/2007 وتحت عنوان ( فرط التعرق HIPER HIDROSIS )..يمكن الرجوع اليه والاطلاع على ما تضمن من معلومات وافية عن هذا المرض ..
فاذا كنت تشك أن تعرقك غير طبيعي , فالأفضل مراجعة طبي الجلد , فقد يصف لك محلولاً قوياً يتكون من كلوريد الألمنيوم والكحول .. واذا كانت الحالة مستعصية على العلاج ومستفحلة , بحيث لا يمكن الصبر عليها , فقد ينصح المصاب بجراحة لاستئصال الدد العرقية بشكل نهائي .. ومن الطبيعي أن مثل هذه العملية لا يجوز أن يبت فيها الطبيب الا في أحوال خاصة واستثنائية أو ظروف قاهرة ..
وعلى كل حال , فان مسألة التحكم بالعرق هي مسألة روتينية نوعاً ما بالنسبة لمعظم الناس .. والعرق على وجه العموم نعمة وليس نقمة .. واذا عرف الانسان كيف يتكيف معه , فسوف لن تبقى لمشكلة العرق لديه وجود على الاطلاق ..
فالعرق ضرورة طبيعية في تكييف الجسم .. وبالتالي المحافظة على حرارة الجسم من الارتفاع عن المستوى الطبيعي له .. فهي هبة عظيمة من الله تعالى عز وجل لمخلوقاته من بني البشر خصوصاً .. بحيث جعل العرق ينظم حرارة جسم الانسان دون أن يلهث , كما يفعل الحيوان حين اشتداد الحر عليه .. فسبحان الله الذي كل شيء عنده بحسبان ...