2012-11-06, 04:14 PM
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقرب من 63% من حالات الوفاة التي حدثت بالعالم عام 2008 نتجت عن أمراض مستعصية غير معدية مثل بعض الأمراض السرطانية وأمراض القلب والبدانة والبول السكري (النوع الثاني)، مرجعةً ذلك إلى النظم الغذائية السيئة التي تتبعها معظم شعوب العالم حالياً.
وأضافت التقارير الدولية أن الدول التي تمثل الأطعمة النباتية فيها الأساس في النظام الغذائي تنخفض لديها معدلات الإصابة والوفاة بتلك الأمراض بالمقارنة بالدول التي تعتمد نظمها الغذائية على المنتجات الحيوانية.
المجتمعات ونظم الأغذية
وفي مقالة نشرت في مجلة تكنولوجيا الغذاء كتب توني تارفر أن الاكتشافات الحديثة حول العوامل الوراثية الناتجة عن النظم الغذائية المتبعة في مجتمعات بعينها يوضح كيف تساعد الأطعمة النباتية في الوقاية من تلك الأمراض.
ويوضح تارفر أن علاجات الأمراض المستعصية قد حيرت الباحثين سنوات طويلة، إلا أن دراسات حديثة عن التغذية أكدت أن أفضل طريقة لإيقاف زحف هذه الأمراض يعتمد على تغيير عاداتنا الغذائية.
وكتب تارفر: “نحن نعيش الآن في عالم يبرز الابتكارات التي تستهدف تحسين صحة الإنسان، كما تقدم فرصاً للحصول على أنواع شهية من الأطعمة، إلا أن أنواع الطعام التي صارت أكثر شيوعاً في العالم اليوم لا تقدم الكثير لتحسين صحة الإنسان”.
وشرح أن “الكثير من النظم الغذائية المتبعة اليوم تشتمل على أطعمة قليلة الألياف وتحتوي على حبوب منزوعة القشور ومنتجات حيوانية غنية بالدهون المشبعة والقليل من الأطعمة النباتية”، منبهاً إلى أن العادات الغذائية في المجتمعات الغربية تسهم بشكل كبير في زيادة الإصابة بالأمراض المستعصية غير المعدية.
دور مضادات الأكسدة
وأشار الكاتب إلى أن النباتات تشتمل على مواد حيوية منشطة تلعب دوراً هاماً في السيطرة على العوامل الجينية والحيوية التي تساهم في الإصابة بالأمراض، كمضادات الأكسدة التي تساعد الجسم في التخلص من العوامل التي تدمر الخلايا وتتسبب في الالتهابات الحادة.
يُذكر أن بعض الخضراوات يمكن أن تقلل أو تزيل التأثير السيئ لبعض الجينات على مخاطر الإصابة بالأمراض المستعصية.
وقد حددت دراسات سابقة بعض الجينات والتحورات الجينية التي ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، بعض هذه المتغيرات الجينية تجعل الأشخاص أكثر عرضة لزيادة مستوى الكولسترول في الدم وبعضها يتسبب في تكون البقع النشوية والدهنية داخل الشرايين، بينما تعرض أخرى الجسم لارتفاع ضغط الدم.
حماية مثبتة من السرطان وأمراض القلب
كما أشارت الدراسات إلى نوع من الكرموزومات مثل chromosome 9p21 كمؤشر للإصابة بأمراض القلب. وقد أشار علماء من جامعتي McMaster وMcGill الكنديتين إلى أن المتغير الجيني 9p21 يمكن أن يعدل بتناول كميات كبيرة من الخضراوات الطازجة والتوت والفواكه.
ويمكن للنظام الغذائي الذي يعتمد على النباتات أن يحمي من تكون الأوعية الدموية التي تغذي الأورام السرطانية. وقد نشر المعهد الأمريكي لبحوث السرطان العام الماضي دراسة توضح كيف يمكن تأجيل تطور بعض الأورام السرطانية بل ومنعها من خلال اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه مع ممارسة نشاط رياضي بشكل منتظم.
وخلص كاتب المقال لحقيقة أن “قابليتنا للإصابة ببعض الأمراض المستعصية ترجع للجينات التي نرثها عن الآباء والأجداد، كما أن للبيئة التي نعيش بها تأثيراً على هذه الجينات، إلا أنه يظل لدينا إمكانية التحكم في هذه الجينات من خلال النظام الغذائي الذي نتبعه”.