2008-06-20, 11:24 PM
هل البسملة آية من كل سورة ؟
سؤال: طال الخلاف في مسألة البسملة.. هل هي آية من الفاتحة ومن كل سورة أم لا ؟** يجيب فضيلة الدكتور عبدالله ربيع أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر فيقول،بحسب مجلة حريتى،:
في المسألة أدلة قطعية وأخري ظنية والقاعدة في تعارض القطعي مع الظني أن يرجح القطعي إذا تعذر الجمع بينه وبين الظني. ولولا التعصب للمذاهب من قوم وللأسانيد من آخرين لأجمع المحدثون والفقهاء والمتكلمون علي أن البسملة آية من كل سورة غير التوبة كما أجمع الصحابة علي كتابتها في المصاحف. وكما أجمع القراء السبعة المتواترة قراءاتهم علي قراءتها عند البدء في كل سورة غير التوبة. فهذان دليلان قطعيان أحدهما خطي متواتر والآخر قولي متواتر يؤيدهما كثير من أحاديث الاثبات الصحيحة. فوجب علي إرجاع ما ورد من أدلة النفي الظنية إلي الاثبات. وإلا فلا يعتد بها.
وإن صح سندها ومنها ترك بعض القراء السبعة لتلاوتها في السورة التي توصل بما قبلها. أما دعوي انها كتبت في المصاحف للفصل بين السور فلو كانت صحيحة لكتبوها بين سورتي الأنفال والتوبة أيضاً.
من المعلوم بالقطع ان الصحابة ومن اهتدوا بهديهم لم يكتبوا في المصاحف شيئاً غير كلام الله تعالي: حديث ابن عباس "كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتي ينزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم" رواه أبو داود والحاكم وصححه علي شرط الصحيحين بسندين رجال أحدهما رجال الصحيح. فهو حجة علي أن البسملة كانت تنزل مع كل سورة. لا أنها آية كتبت للفصل بين السور بالاجتهاد. توفي صلي الله عليه وسلم ولم يأمر بكتابتها في أول سورة التوبة. وعللوا ذلك بنزولها بنقض عهود المشركين وبالسيف.
وبالنسبة لأحاديث الاثبات فمنها حديث:
"نزلت عليَّ آنفاً سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم "إنا أعطيناك الكوثر". إلي آخر السورة" رواه مسلم والنسائي عن أنس.
ومنها أيضاً "سئل أنس: كيف كانت قراءة رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: كانت مداً ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم ويمد بالرحمن ويمد الرحيم" رواه البخاري. وفي معناه حديث أم سلمة عند أحمد وأبي داود والدارقطني وقد قرأت الفاتحة كلها بالبسملة. وهناك عدة أحاديث لأبي هريرة منها قوله عن النبي صلي الله عليه وسلم: "كان إذا قرأ وهو يؤم الناس افتتح ببسم الله الرحمن الرحيم" رواه الدار قطني وقال: رجال إسناده كلهم ثقات. ولكن اختلف غيره في عبدالله بن عبدالله الأصبحي من رجاله ومن الآثار في المسألة أن علياً كرم الله وجهه سُئل عن السبع المثاني فقال: الحمد لله رب العالمين. أي سورة الفاتحة فقيل له: إنما هي ست. فقال: بسم الله الرحمن الرحيم. رواه الدار قطني وقال: رجال إسناده كلهم ثقات.
أنكر الصحابة علي معاوية ترك الجهر بالبسملة فقد روي الشافعي عن أنس والحاكم في المستدرك وقال علي شرط مسلم قال: صلي معاوية بالناس بالمدينة صلاة جهر فلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولم يكبر في الخفض والرفع. فلما فرغ ناداه المهاجرون والأنصار: يا معاوية نقضت الصلاة. أين بسم الله الرحمن الرحيم وأين التكبير إذا خفضت ورفعت؟ فكان إذا صلي بهم بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم وكبر.
* أما أحاديث النفي فأقواها حديث أنس:
صليت مع النبي صلي الله عليه وسلم وأبي بكر وعثمان فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم رواه أحمد والشيخان وأصحاب السنن وله ألفاظ أخري.
منها ما صح في الحديث القدسي من قسمة الصلاة بين العبد والرب نصفين وفسرها صلي الله عليه وسلم بقوله: فإذا قال العبد: "الحمد لله رب العالمين" قال الله عز وجل: "حمدني عبدي.." إلي آخر الحديث. رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة.
الاستدلال بترك ذكر البسملة فيه علي عدم كونها من الفاتحة ضعيف. ولو صح لصح أن يستدل به علي كون سائر الأذكار والأعمال ليست من الصلاة. والقول الجامع: ان النبي صلي الله عليه وسلم كان يجهر بالبسملة تارة ويسر بها تارة. وقال ابن القيم: إن الإسرار كان أكثر.
وذهب القرطبي في الجمع بين الأحاديث إلي أن سبب الاسرار بها قول المشركين الذين كانوا يسمعون القرآن منه: محمد يذكر إله اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب لأنهم أطلقوا عليه لفظ رحمن بالتنكير. فأمر صلي الله عليه وسلم بأن يخافت بالبسملة.
خلاصة القول: إن أحاديث الاثبات أقوي دلالة من أحاديث النفي وأولي بالتقديم عند التعارض. وإذا فرضنا انها تعادلت وتساقطت أو ربح المنفي علي المثبت خلافاً للقاعدة جاء بعد ذلك اثباتها في المصحف الإمام في أول الفاتحة وأول كل سورة ماعدا التوبة. وهو قطعي ينهزم أمامه كل ما خالفه من ظنيات. أجمع الصحابة علي أن ما في المصحف هو كلام الله تعالي أثبت كما أنزل سواء قرئت الفاتحة في الصلاة بالبسملة جهراً أو سراً أو لم تقرأ ولا عبرة بخلاف أحد بعد ذلك ولا برواية أحد يزعم مخالفة ذلك. والله أعلم.
و السلام عليكم ورحمة الله
سؤال: طال الخلاف في مسألة البسملة.. هل هي آية من الفاتحة ومن كل سورة أم لا ؟** يجيب فضيلة الدكتور عبدالله ربيع أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر فيقول،بحسب مجلة حريتى،:
في المسألة أدلة قطعية وأخري ظنية والقاعدة في تعارض القطعي مع الظني أن يرجح القطعي إذا تعذر الجمع بينه وبين الظني. ولولا التعصب للمذاهب من قوم وللأسانيد من آخرين لأجمع المحدثون والفقهاء والمتكلمون علي أن البسملة آية من كل سورة غير التوبة كما أجمع الصحابة علي كتابتها في المصاحف. وكما أجمع القراء السبعة المتواترة قراءاتهم علي قراءتها عند البدء في كل سورة غير التوبة. فهذان دليلان قطعيان أحدهما خطي متواتر والآخر قولي متواتر يؤيدهما كثير من أحاديث الاثبات الصحيحة. فوجب علي إرجاع ما ورد من أدلة النفي الظنية إلي الاثبات. وإلا فلا يعتد بها.
وإن صح سندها ومنها ترك بعض القراء السبعة لتلاوتها في السورة التي توصل بما قبلها. أما دعوي انها كتبت في المصاحف للفصل بين السور فلو كانت صحيحة لكتبوها بين سورتي الأنفال والتوبة أيضاً.
من المعلوم بالقطع ان الصحابة ومن اهتدوا بهديهم لم يكتبوا في المصاحف شيئاً غير كلام الله تعالي: حديث ابن عباس "كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتي ينزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم" رواه أبو داود والحاكم وصححه علي شرط الصحيحين بسندين رجال أحدهما رجال الصحيح. فهو حجة علي أن البسملة كانت تنزل مع كل سورة. لا أنها آية كتبت للفصل بين السور بالاجتهاد. توفي صلي الله عليه وسلم ولم يأمر بكتابتها في أول سورة التوبة. وعللوا ذلك بنزولها بنقض عهود المشركين وبالسيف.
وبالنسبة لأحاديث الاثبات فمنها حديث:
"نزلت عليَّ آنفاً سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم "إنا أعطيناك الكوثر". إلي آخر السورة" رواه مسلم والنسائي عن أنس.
ومنها أيضاً "سئل أنس: كيف كانت قراءة رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: كانت مداً ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم ويمد بالرحمن ويمد الرحيم" رواه البخاري. وفي معناه حديث أم سلمة عند أحمد وأبي داود والدارقطني وقد قرأت الفاتحة كلها بالبسملة. وهناك عدة أحاديث لأبي هريرة منها قوله عن النبي صلي الله عليه وسلم: "كان إذا قرأ وهو يؤم الناس افتتح ببسم الله الرحمن الرحيم" رواه الدار قطني وقال: رجال إسناده كلهم ثقات. ولكن اختلف غيره في عبدالله بن عبدالله الأصبحي من رجاله ومن الآثار في المسألة أن علياً كرم الله وجهه سُئل عن السبع المثاني فقال: الحمد لله رب العالمين. أي سورة الفاتحة فقيل له: إنما هي ست. فقال: بسم الله الرحمن الرحيم. رواه الدار قطني وقال: رجال إسناده كلهم ثقات.
أنكر الصحابة علي معاوية ترك الجهر بالبسملة فقد روي الشافعي عن أنس والحاكم في المستدرك وقال علي شرط مسلم قال: صلي معاوية بالناس بالمدينة صلاة جهر فلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولم يكبر في الخفض والرفع. فلما فرغ ناداه المهاجرون والأنصار: يا معاوية نقضت الصلاة. أين بسم الله الرحمن الرحيم وأين التكبير إذا خفضت ورفعت؟ فكان إذا صلي بهم بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم وكبر.
* أما أحاديث النفي فأقواها حديث أنس:
صليت مع النبي صلي الله عليه وسلم وأبي بكر وعثمان فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم رواه أحمد والشيخان وأصحاب السنن وله ألفاظ أخري.
منها ما صح في الحديث القدسي من قسمة الصلاة بين العبد والرب نصفين وفسرها صلي الله عليه وسلم بقوله: فإذا قال العبد: "الحمد لله رب العالمين" قال الله عز وجل: "حمدني عبدي.." إلي آخر الحديث. رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة.
الاستدلال بترك ذكر البسملة فيه علي عدم كونها من الفاتحة ضعيف. ولو صح لصح أن يستدل به علي كون سائر الأذكار والأعمال ليست من الصلاة. والقول الجامع: ان النبي صلي الله عليه وسلم كان يجهر بالبسملة تارة ويسر بها تارة. وقال ابن القيم: إن الإسرار كان أكثر.
وذهب القرطبي في الجمع بين الأحاديث إلي أن سبب الاسرار بها قول المشركين الذين كانوا يسمعون القرآن منه: محمد يذكر إله اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب لأنهم أطلقوا عليه لفظ رحمن بالتنكير. فأمر صلي الله عليه وسلم بأن يخافت بالبسملة.
خلاصة القول: إن أحاديث الاثبات أقوي دلالة من أحاديث النفي وأولي بالتقديم عند التعارض. وإذا فرضنا انها تعادلت وتساقطت أو ربح المنفي علي المثبت خلافاً للقاعدة جاء بعد ذلك اثباتها في المصحف الإمام في أول الفاتحة وأول كل سورة ماعدا التوبة. وهو قطعي ينهزم أمامه كل ما خالفه من ظنيات. أجمع الصحابة علي أن ما في المصحف هو كلام الله تعالي أثبت كما أنزل سواء قرئت الفاتحة في الصلاة بالبسملة جهراً أو سراً أو لم تقرأ ولا عبرة بخلاف أحد بعد ذلك ولا برواية أحد يزعم مخالفة ذلك. والله أعلم.
و السلام عليكم ورحمة الله