2008-09-01, 08:09 PM
لا يعرف المؤرخون بدقة من استخدم الثوم في الطعام للمرة الأولى، إلا أنه من المؤكد أن السوماريين استخدموا الثوم كدواء قبل أكثر من 2600 عام قبل الميلاد• كما أن أوراق البردي المكتوبة قبل أكثر من 1500 عام أكدت أن قدماء المصريين كانوا يعتمدون على الثوم في بعض علاجاتهم• وفي العصور الوسطى وصل الثوم إلى أوروبا، وراح الأوروبيون يعالجون الطاعون وأمراض القلب بالثوم•
وعلى مدى قرون عدة، استخدم الثوم في الطب الشعبي في علاج عدد من الأمراض الإنتانية، إلا أنه أصبح أكثر شهرة في السنوات الأخيرة لدوره في الوقاية من السرطان وأمراض القلب•
فما حقيقة الأمر؟ وما الدلائل العلمية لذلك؟
ماذا في الثوم؟
بالرغم من أن الثوم يحتوي علي أكثر من مئة مركب كيمياوي، فإن أهمها على الإطلاق هو مركب >أليسين< وهو حمض أميني يحتوي على الكبريت• ولا يوجد مركب >أليسين< في الثوم الطازج، إلا أنه يتشكل فوراً من مركب آخر، وذلك عندما يقطع الثوم أو يسحق• ويعتقد الباحثون أن مركب >أليسين< هو المسؤول عن الخصائص البيولوجية الفعالة للثوم• كما أن الطهاة يعرفون جيداً أن الثوم هو المسؤول عن الرائحة الوخاذة للفم•
ومعظم الثوم المستخدم في المستحضرات الطبية، يستعمل على شكل مسحوق يجعل على شكل >حبوب<• إلا أن بعض المستحضرات تحتوي على خلاصة زيت الثوم•
وتحتوي معظم مركبات مسحوق الثوم على كمية محددة من مركب الـ>أليسين<• والحقيقة أن معظم الدراسات المختبرية أجريت على مسحوق الثوم• ويعتبر مسحوق الثوم أكثر المستحضرات الطبية الفعالة•
وقد لاحظ الدارسون في أوائل السبعينيات من القرن العشرين أن الأشخاص الذين يعيشون في حوض البحر الأبيض المتوسط كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض شرايين القلب•
ومعروف أن الثوم يعتبر جزءاً أساسياً من محتويات الطهي في تلك المنطقة• ويمكن القول: إن الاهتمام الكبير بزيت الزيتون والسمك والألياف المتوافرة في غذاء حوض البحر الأبيض المتوسط قد طغى على الاهتمام بالثوم• ورغم ذلك فإن الدوافع كانت قوية لحث الباحثين على إجراء الدراسات العديدة على الثوم•
وقد بدأ الاهتمام بدور الثوم في الوقاية من السرطان منذ الثمانينيات من القرن العشرين عندما وجد الباحثون أن سرطان المعدة كان أقل انتشاراً عند من كان يتناول الثوم في الصين• وفي تقرير حديث نشرته جامعة >هارفارد< في شهر سبتمبر 2002م استعرض الباحثون أحدث الأدلة العلمية المتوافرة حتى الآن في مجال الثوم•
الثوم والسرطان
في العام 2000م استعرض الباحثون من جامعة North Carolina 22 دراسة أجريت للتعرف إلى دور الثوم في الوقاية من السرطان، وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين كانوا يتناولون ستة فصوص من الثوم في الأسبوع، كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان القولون بمعدل 30%، وقد انخفض معدل حدوث سرطان المعدة عندهم بنسبة 50%، وذلك مقارنة مع الأشخاص الذين لم يكونوا يتناولون الثوم أبداً•
وأبدت الدراسات المختبرية الحديثة أملاً جديداً في أن الثوم يمكن أن يقي من السرطان وأمراض القلب•
فعند الحيوان، خلاصة الثوم أثرت في توقف نشاط عدد من المواد الكيمياوية التي يمكن أن تحرض على حدوث السرطان• كما استطاع تثبيط نمو جرثوم يدعى H. pylori، وهو الجرثوم المتهم في تسببه لقرحة وسرطان المعدة•
وقام الباحثون أيضاً باستخدام خلاصة الثوم في تثبيط عدد من السرطانات عند الإنسان >بما في ذلك سرطان البروستاتا< في أنابيب الاختبار• ومع ذلك، فإن الحاجة ماسة إلى مزيد من الدراسات التي تثبت دور الثوم في الوقاية من السرطان، أو حتى معالجة السرطان•
الثوم•• والقلب
ولكن الأبحاث العلمية في مجال أمراض القلب كانت أكثر تقدماً وإثباتاً• فقد أشارت الدراسات التي أجريت على الحيوانات وفي أنابيب الاختبار إلى أن الثوم يحارب أمراض القلب على مستويات عدة• فهو يساعد في خفض كولسترول الدم، وفي خفض ضغط الدم، ويحافظ على مرونة الشرايين، ويمنع تخثر الدم• والحقيقة أن عدداً من هذه الدراسات يتمتع بمصداقية كبيرة، ونتائج موثقة•
الثوم•• والكولسترول
أكدت الدراسات التي أجريت على الفئران أن الثوم يثبط أنزيماً خاصاً في الكبد يدعى HMG - Co A reductase، وهو الأنزيم الأساسي المسؤول عن تشكيل الكولسترول عند الإنسان والفئران• والطريف أن مركبات >ستاتين< (Statins) مثل Zocor, Lipitor وأمثالها تعمل على الأنزيم عينه في خفض كولسترول الدم بشكل فعال جداً•
ومنذ أكثر من عشر سنوات، والدراسات تتوالى في مجال الكولسترول والثوم• فقد أظهرت الدراسات التي أجريت في ألمانيا أن حبوب الثوم يمكن أن تخفض مستوى الكولسترول بمقدار 12%•
وأكد الباحثون من >نيو أورلينز< أن استخدام 900 ملغ من مسحوق الثوم فعَّال عند الرجال المصابين بارتفاع كولسترول الدم، حيث يمكن أن يخفض الكولسترول الضار بمعدل 11%•
وفي استقصاء تحليلي لست عشرة دراسة، أظهر الباحثون أن استخدام حبوب الثوم يمكن أن تخفض الكولسترول بمعدل 12%، إلا أن دراسة أجريت في أستراليا على >115< شخصاً مصاباً بارتفاع كولسترول الدم، لم يجد الباحثون هناك أي فائدة في استخدام حبوب الثوم عينها التي استخدمها الباحثون الألمان• وفي دراسة في كندا كانت حبوب الثوم قادرة على خفض الكولسترول بمقدار 12%، كما أكدت الدراسة عينها أن تناول حبوب الثوم وكبسولات زيت السمك في آن واحد يمكن أن يكون أكثر فاعلية من استخدام كل من هذه المستحضرات•
وفي تحليل استقصائي لثلاث عشرة دراسة نشرت العام 2002م وجد الباحثون أن استخدام حبوب الثوم يمكن أن يخفض الكولسترول بمعدل 6%•
الثوم••• والشرايين الدموية
أكدت دراسة استقصائية بريطانية حديثة أجريت بناء على ثماني دراسات سابقة أن استخدام حبوب الثوم استطاع خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار >7< ملم زئبقي، وخفض ضغط الدم الانبساطي بمقدار >5< ملم زئبقي•
ورغم أن هذه النتائج تبدو متواضعة، إلا أن هذا التأثير في ضغط الدم يمكن أن يترجم إلى انخفاض يقدر بنسبة 20 ـ 30% في احتمال حدوث جلطة في القلب أو سكتة دماغية•
أما الدراسات التي أجريت على تأثير الثوم على الشرايين، فقد تكون أكثر أهمية في المستقبل• ففي دراسة ميدانية من ألمانيا أجريت على >101< شخص تناولوا حبوب الثوم مدة عامين على الأقل، قورن هؤلاء بعدد مماثل من الأشخاص الذين لم يكونوا يتناولون الثوم، وكانت أعمار الفئتين بين الخمسين والثمانين من العمر• وتبين للباحثين أن الذين كانوا يتناولون حبوب الثوم، يتمتعون بمرونة أعلى في الشريان الأورطي >الأبهري<، وبنسبة أقل من تصلب الشرايين مقارنة مع الذين لم يتناولوا الثوم• وفي دراسة أخرى أجريت على >251< مريضاً مصاباً بتصلب الشرايين، قسم هؤلاء إلى فئتين، حيث أعطيت الأولى منهما حبوب الثوم، والثانية أعطيت حبوباً وهمية لا تحتوي على مادة فاعلة، وبعد متابعة المجموعتين لعامين من الزمن، تبين للباحثين أن تناول الثوم استطاع أن يعكس تقدم تصلب الشرايين في الشريان السباتي >في الرقبة< وفي الشريان الفخذي
هل من تأثيرات جانبية للثوم؟
التأثير الجانبي الأكبر للثوم هو رائحته الوخاذة، كما أنه قد يحرِّض حدوث حرقة في المعدة، أما الأعراض الجانبية الأقل شيوعاً فهي تطبل البطن والطفح الجلدي•
ولأن الثوم يمكن أن ينقص تخثر الدم، ينصح الذين يتناولون الأسبرين والوارفارين >دواء مسيل للدم< بأن يستخدموا الثوم بحذر•
هل الثوم نافع لك؟
الجواب يعتمد على هدفك المنشود من تناول الثوم• فإذا كنت تريد الثوم لمنافعه الصحية، فإن الجواب الحقيقي >ربما<• فقد يساعد الثوم في خفض مستوى الكولسترول في الدم، وفي خفض ضغط الدم المرتفع، كما أن الثوم يمكن أن يمارس دوراً في الوقاية من سرطان الجهاز الهضمي•
وإذا ما قررت أن تجرِّب الثوم، فتذكر ـ كما يقول تقرير جامعة >هارفارد< ـ أن حبوب الثوم التي تحتوي على مسحوق الثوم ربما تكون أفضل خيار لك ـ إلا إذا كنت قادراً على تناول الثوم الطازج•
والجرعة التي ينصح بها الباحثون هي 300 ملغ من مسحوق الثوم ثلاث مرات باليوم، وكما هو الحال في الكثير من المستحضرات الغذائية التي تباع في الأسواق، فإن حبوب الثوم لا تخضع لرقابة وكالة الأغذية والأدوية الأميركية FDA من حيث نقاوة المنتج ومحتوياته، ولهذا ينبغي اختيار نوع يصرح بأنه يعطي 1% ـ 1.5% من مركب >أليسن< >وهي المادة الفاعلة في الثوم<، وللأسف فإن المستحضرات الخالية من الرائحة deodorized تتوافر فيها كمية أقل من المادة الفاعلة الموجودة في الثوم•
وإذا كان من يجلس معك لا يتضايق من رائحة الثوم عندك، فإن استعمال الثوم الطازج يظل هو الأمثل لثبوت فوائده، وتذكر دوماً أن الاعتماد على الثوم وحده وإهمال الجوانب الصحية الأخرى أمر غير مجدٍ في خطة العلاج، فلكي تخفض الكولسترول أو ضغط الدم المرتفع، عليك باتخاذ نشاط بدني منتظم كالمشي، وإنقاص الوزن، والتوقف عن التدخين ـ إن كنت مدخناً ـ وتناول الغذاء الصحي الفقير بالدهون والملح، والغني بالخضراوات والفواكه والألياف•
وماذا عن البديل؟
البصل، كالثوم، يحتوي على مادة >أليسن< التي تتمتع بخواص فاعلة في خفض الكوليسترول وخفض ضغط الدم والحد من تصلب الشرايين، كما أن البصل يحتوي على مركبات >الفلافينويد<، وهي المركبات التي يعزى إليها دور فاعل في الإقلال من حدوث جلطة القلب والسكتة الدماغية، وتشير الدلائل العلمية الأولية إلى أن للبصل دوراً فاعلاً في تلك الأمور، ولكن الدراسات التي أجريت على البصل قليلة وغير حاسمة حتى الآن، ولأن البصل يحتوي على كمية أقل من مركب >أليسين<، وبما أن التفاح والشاي يحتوي على >الفلافينويدات<، فليس هناك من حاجة ماسة للاعتماد على البصل للحصول على تلك المركبات•
وعلى مدى قرون عدة، استخدم الثوم في الطب الشعبي في علاج عدد من الأمراض الإنتانية، إلا أنه أصبح أكثر شهرة في السنوات الأخيرة لدوره في الوقاية من السرطان وأمراض القلب•
فما حقيقة الأمر؟ وما الدلائل العلمية لذلك؟
ماذا في الثوم؟
بالرغم من أن الثوم يحتوي علي أكثر من مئة مركب كيمياوي، فإن أهمها على الإطلاق هو مركب >أليسين< وهو حمض أميني يحتوي على الكبريت• ولا يوجد مركب >أليسين< في الثوم الطازج، إلا أنه يتشكل فوراً من مركب آخر، وذلك عندما يقطع الثوم أو يسحق• ويعتقد الباحثون أن مركب >أليسين< هو المسؤول عن الخصائص البيولوجية الفعالة للثوم• كما أن الطهاة يعرفون جيداً أن الثوم هو المسؤول عن الرائحة الوخاذة للفم•
ومعظم الثوم المستخدم في المستحضرات الطبية، يستعمل على شكل مسحوق يجعل على شكل >حبوب<• إلا أن بعض المستحضرات تحتوي على خلاصة زيت الثوم•
وتحتوي معظم مركبات مسحوق الثوم على كمية محددة من مركب الـ>أليسين<• والحقيقة أن معظم الدراسات المختبرية أجريت على مسحوق الثوم• ويعتبر مسحوق الثوم أكثر المستحضرات الطبية الفعالة•
وقد لاحظ الدارسون في أوائل السبعينيات من القرن العشرين أن الأشخاص الذين يعيشون في حوض البحر الأبيض المتوسط كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض شرايين القلب•
ومعروف أن الثوم يعتبر جزءاً أساسياً من محتويات الطهي في تلك المنطقة• ويمكن القول: إن الاهتمام الكبير بزيت الزيتون والسمك والألياف المتوافرة في غذاء حوض البحر الأبيض المتوسط قد طغى على الاهتمام بالثوم• ورغم ذلك فإن الدوافع كانت قوية لحث الباحثين على إجراء الدراسات العديدة على الثوم•
وقد بدأ الاهتمام بدور الثوم في الوقاية من السرطان منذ الثمانينيات من القرن العشرين عندما وجد الباحثون أن سرطان المعدة كان أقل انتشاراً عند من كان يتناول الثوم في الصين• وفي تقرير حديث نشرته جامعة >هارفارد< في شهر سبتمبر 2002م استعرض الباحثون أحدث الأدلة العلمية المتوافرة حتى الآن في مجال الثوم•
الثوم والسرطان
في العام 2000م استعرض الباحثون من جامعة North Carolina 22 دراسة أجريت للتعرف إلى دور الثوم في الوقاية من السرطان، وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين كانوا يتناولون ستة فصوص من الثوم في الأسبوع، كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان القولون بمعدل 30%، وقد انخفض معدل حدوث سرطان المعدة عندهم بنسبة 50%، وذلك مقارنة مع الأشخاص الذين لم يكونوا يتناولون الثوم أبداً•
وأبدت الدراسات المختبرية الحديثة أملاً جديداً في أن الثوم يمكن أن يقي من السرطان وأمراض القلب•
فعند الحيوان، خلاصة الثوم أثرت في توقف نشاط عدد من المواد الكيمياوية التي يمكن أن تحرض على حدوث السرطان• كما استطاع تثبيط نمو جرثوم يدعى H. pylori، وهو الجرثوم المتهم في تسببه لقرحة وسرطان المعدة•
وقام الباحثون أيضاً باستخدام خلاصة الثوم في تثبيط عدد من السرطانات عند الإنسان >بما في ذلك سرطان البروستاتا< في أنابيب الاختبار• ومع ذلك، فإن الحاجة ماسة إلى مزيد من الدراسات التي تثبت دور الثوم في الوقاية من السرطان، أو حتى معالجة السرطان•
الثوم•• والقلب
ولكن الأبحاث العلمية في مجال أمراض القلب كانت أكثر تقدماً وإثباتاً• فقد أشارت الدراسات التي أجريت على الحيوانات وفي أنابيب الاختبار إلى أن الثوم يحارب أمراض القلب على مستويات عدة• فهو يساعد في خفض كولسترول الدم، وفي خفض ضغط الدم، ويحافظ على مرونة الشرايين، ويمنع تخثر الدم• والحقيقة أن عدداً من هذه الدراسات يتمتع بمصداقية كبيرة، ونتائج موثقة•
الثوم•• والكولسترول
أكدت الدراسات التي أجريت على الفئران أن الثوم يثبط أنزيماً خاصاً في الكبد يدعى HMG - Co A reductase، وهو الأنزيم الأساسي المسؤول عن تشكيل الكولسترول عند الإنسان والفئران• والطريف أن مركبات >ستاتين< (Statins) مثل Zocor, Lipitor وأمثالها تعمل على الأنزيم عينه في خفض كولسترول الدم بشكل فعال جداً•
ومنذ أكثر من عشر سنوات، والدراسات تتوالى في مجال الكولسترول والثوم• فقد أظهرت الدراسات التي أجريت في ألمانيا أن حبوب الثوم يمكن أن تخفض مستوى الكولسترول بمقدار 12%•
وأكد الباحثون من >نيو أورلينز< أن استخدام 900 ملغ من مسحوق الثوم فعَّال عند الرجال المصابين بارتفاع كولسترول الدم، حيث يمكن أن يخفض الكولسترول الضار بمعدل 11%•
وفي استقصاء تحليلي لست عشرة دراسة، أظهر الباحثون أن استخدام حبوب الثوم يمكن أن تخفض الكولسترول بمعدل 12%، إلا أن دراسة أجريت في أستراليا على >115< شخصاً مصاباً بارتفاع كولسترول الدم، لم يجد الباحثون هناك أي فائدة في استخدام حبوب الثوم عينها التي استخدمها الباحثون الألمان• وفي دراسة في كندا كانت حبوب الثوم قادرة على خفض الكولسترول بمقدار 12%، كما أكدت الدراسة عينها أن تناول حبوب الثوم وكبسولات زيت السمك في آن واحد يمكن أن يكون أكثر فاعلية من استخدام كل من هذه المستحضرات•
وفي تحليل استقصائي لثلاث عشرة دراسة نشرت العام 2002م وجد الباحثون أن استخدام حبوب الثوم يمكن أن يخفض الكولسترول بمعدل 6%•
الثوم••• والشرايين الدموية
أكدت دراسة استقصائية بريطانية حديثة أجريت بناء على ثماني دراسات سابقة أن استخدام حبوب الثوم استطاع خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار >7< ملم زئبقي، وخفض ضغط الدم الانبساطي بمقدار >5< ملم زئبقي•
ورغم أن هذه النتائج تبدو متواضعة، إلا أن هذا التأثير في ضغط الدم يمكن أن يترجم إلى انخفاض يقدر بنسبة 20 ـ 30% في احتمال حدوث جلطة في القلب أو سكتة دماغية•
أما الدراسات التي أجريت على تأثير الثوم على الشرايين، فقد تكون أكثر أهمية في المستقبل• ففي دراسة ميدانية من ألمانيا أجريت على >101< شخص تناولوا حبوب الثوم مدة عامين على الأقل، قورن هؤلاء بعدد مماثل من الأشخاص الذين لم يكونوا يتناولون الثوم، وكانت أعمار الفئتين بين الخمسين والثمانين من العمر• وتبين للباحثين أن الذين كانوا يتناولون حبوب الثوم، يتمتعون بمرونة أعلى في الشريان الأورطي >الأبهري<، وبنسبة أقل من تصلب الشرايين مقارنة مع الذين لم يتناولوا الثوم• وفي دراسة أخرى أجريت على >251< مريضاً مصاباً بتصلب الشرايين، قسم هؤلاء إلى فئتين، حيث أعطيت الأولى منهما حبوب الثوم، والثانية أعطيت حبوباً وهمية لا تحتوي على مادة فاعلة، وبعد متابعة المجموعتين لعامين من الزمن، تبين للباحثين أن تناول الثوم استطاع أن يعكس تقدم تصلب الشرايين في الشريان السباتي >في الرقبة< وفي الشريان الفخذي
هل من تأثيرات جانبية للثوم؟
التأثير الجانبي الأكبر للثوم هو رائحته الوخاذة، كما أنه قد يحرِّض حدوث حرقة في المعدة، أما الأعراض الجانبية الأقل شيوعاً فهي تطبل البطن والطفح الجلدي•
ولأن الثوم يمكن أن ينقص تخثر الدم، ينصح الذين يتناولون الأسبرين والوارفارين >دواء مسيل للدم< بأن يستخدموا الثوم بحذر•
هل الثوم نافع لك؟
الجواب يعتمد على هدفك المنشود من تناول الثوم• فإذا كنت تريد الثوم لمنافعه الصحية، فإن الجواب الحقيقي >ربما<• فقد يساعد الثوم في خفض مستوى الكولسترول في الدم، وفي خفض ضغط الدم المرتفع، كما أن الثوم يمكن أن يمارس دوراً في الوقاية من سرطان الجهاز الهضمي•
وإذا ما قررت أن تجرِّب الثوم، فتذكر ـ كما يقول تقرير جامعة >هارفارد< ـ أن حبوب الثوم التي تحتوي على مسحوق الثوم ربما تكون أفضل خيار لك ـ إلا إذا كنت قادراً على تناول الثوم الطازج•
والجرعة التي ينصح بها الباحثون هي 300 ملغ من مسحوق الثوم ثلاث مرات باليوم، وكما هو الحال في الكثير من المستحضرات الغذائية التي تباع في الأسواق، فإن حبوب الثوم لا تخضع لرقابة وكالة الأغذية والأدوية الأميركية FDA من حيث نقاوة المنتج ومحتوياته، ولهذا ينبغي اختيار نوع يصرح بأنه يعطي 1% ـ 1.5% من مركب >أليسن< >وهي المادة الفاعلة في الثوم<، وللأسف فإن المستحضرات الخالية من الرائحة deodorized تتوافر فيها كمية أقل من المادة الفاعلة الموجودة في الثوم•
وإذا كان من يجلس معك لا يتضايق من رائحة الثوم عندك، فإن استعمال الثوم الطازج يظل هو الأمثل لثبوت فوائده، وتذكر دوماً أن الاعتماد على الثوم وحده وإهمال الجوانب الصحية الأخرى أمر غير مجدٍ في خطة العلاج، فلكي تخفض الكولسترول أو ضغط الدم المرتفع، عليك باتخاذ نشاط بدني منتظم كالمشي، وإنقاص الوزن، والتوقف عن التدخين ـ إن كنت مدخناً ـ وتناول الغذاء الصحي الفقير بالدهون والملح، والغني بالخضراوات والفواكه والألياف•
وماذا عن البديل؟
البصل، كالثوم، يحتوي على مادة >أليسن< التي تتمتع بخواص فاعلة في خفض الكوليسترول وخفض ضغط الدم والحد من تصلب الشرايين، كما أن البصل يحتوي على مركبات >الفلافينويد<، وهي المركبات التي يعزى إليها دور فاعل في الإقلال من حدوث جلطة القلب والسكتة الدماغية، وتشير الدلائل العلمية الأولية إلى أن للبصل دوراً فاعلاً في تلك الأمور، ولكن الدراسات التي أجريت على البصل قليلة وغير حاسمة حتى الآن، ولأن البصل يحتوي على كمية أقل من مركب >أليسين<، وبما أن التفاح والشاي يحتوي على >الفلافينويدات<، فليس هناك من حاجة ماسة للاعتماد على البصل للحصول على تلك المركبات•