2009-06-05, 07:56 PM
كان الطريق مظلما من حولي لا يظهر شئ غير خيالات بسيطة من مصابيح تبدو من بعيد.
كنت أعدو في ذلك الطريق و أنفاسي تتلاحق، كنت أهرب منه بكل قوتي مع علمي في أنه في النهاية سيلحق بي و يأخذ الأمانة التي أودعها آمره عندي.
كنت أعرف تماما إنني لن أحتفظ بما منحني إياه للأبد، كنت أعرف إنني سأفقد ما أتفاخر به على أقراني يوما ما، كنت أعرف إنني سأفقد ما أختال به على الناس رغم إنه ليس ملكا لي ; بل أمانة اودعني إياها صاحبها و سيستردها يوما ما.
صحيح إنني لم أكن أنفذ ما كنت مكلفة به، صحيح إنني كنت أتجاهل الأوامر التي يجب عليّ تنفيذها دوما طوال عمري، صحيح إنني كنت أفعل دوما ما لايجب عليّ أن أقوم به; إلا أنني كنت أعرف قوته و سطوته كما أعرف رحمته بمن ينفذ أوامره و يبعد قدر المستطاع عما نهى عنه و التزم و فعل ما يطلبه منه.
اليوم بعث لي رسوله ليسترد الأمانة التي تركها عندي، لا لست مستعدة لتركها بعد، لماذا تكون من حقه هو، أليس رحيما بمتبوعيه لماذا لا يتركها لي ؟!
أتى إليّ و أخبرني: "اليوم ستـُسرد الأمانة الأمانة التي لم تحافظ عليها كما أ ُمرت".
رددت في رعب: "لا أستطيع أن أنفذ كل ما أمرني به و أبتعد عن كل ما نهاني عنه" !
ــ "أنت حتى لم تحاول، لا يمكنه أن يطلب منك الالتزام دوما فهو يعلمك جيدا كما يعلم أقرانك لكنه يطالبك بالمستطاع و بما تقدر عليه. الأمر يسير و ليس عسيرا".
ــ "أرجوك أخبره إنني أريد أن أحتفظ بها لوقت أطول" !
ــ "و ما الفائدة إن كان سيستردها في النهاية; فلكل أجل كتاب".
ــ "دعني أدعوه و أبتهل إليه ألا يجعلك تقبض روحي الآن; لم تزل أمامي الكثير مما تشتهيه نفسي و لم أفعلها بعد".
ــ "لا أحد يأخذ كل شئ، نحن الملائكة مسيـّرون و لسنا مثلكم يا بني البشر مخيّرون نستطيع تحديد مصائرنا، أنتم لا تدرون النعمة التي أنتم فيها" !
ــ "عن أية نعمة تتحدث ؟! نحن نـُولد و لا نعرف لماذا ؟ نحن نـُـولد و لا نعرف إلى أين سيأخذنا الطريق لنا أوامر و نواه ٍ لا نستطيع الالتزام بها دوما، نحن مخلوقون من طين و أنتم من نور !! ألا ترى المهانة التي نحن فيها" ؟!
ــ "هذه مشكلتكم دوما يا بني الإنسان لا تردون بما قسمه الله لكم كما قال رسول الله محمد عليه الصلاة و السلام إذا كان عندك وادٍ من ذهب لتمنيت الثاني و إذا كانا اثنين لتمنيت الثالث، و هكذا لا يملأ عينيك غير التراب، الله خلقنا من نور لكننا لا نستطيع أن نتحكم في حيواتنا و مصائرنا، إن الله لا يعطي كل شئ لكل أحد; حتى يعرف كل مخلوق أن الكامل هو وحده سبحانه و تعالى" !!
عدوت مسرعة منه لا أعرف أين أنا الآن، كان يخرج من كل مكان أذهب إليه، كنت أعرف أنه لا فائدة تـُرجى من هروبي سيأخذ روحي في النهاية، سيذهب جسدي الذي كنت أفتن به الرجال و أغويهم ليـُدفن تحت الثرى، أتذكر غضبي فيما مضى عندما وُصفت بالعاهرة; كنت أعرض جسدي و أتربح منه، أعرف نهم الرجال و جوعهم و أنه مهما كانوا يبتعدون عن المعاصي فإن لهم غريزة لا يمكنهم التحكم فيها فقد خلقهم الله بها.
أهملت روحي ولم أعطها حقها الروحي، كنت أهتم بجسدي و بإسالة اللعاب من الأفواه عليّ كنت أسعد بنظرات ذلك الملتحي الذي يحاول أن يغضّ بصره لكنه لا يستطيع، يرمقني بنظرة ثم يشيح بعينيه سريعا خشية غضب الله الذي لم أخشه أنا.
أليس ما كنت أفعله هو ما يـُطلق عليه لفظة "عاهرة" في اللغة و الدين ؟! لماذا استنكرت إذن عندما وصفوني بهذا الوصف ؟! أليست هذه حقيقتي أم أن الجهل وصل بي إلى الحد الذي لا أعرف به حقائق الأمور ؟!
لقد أخبرني ملك الموت عزرائيل عليه السلام، قالها رسول الله صلى الله عليه و سلم: "الحلال بيـّـن و الحرام بيـّـن و بينهما أمور متشابهات".
أليس ما كنت أفعله حراما بيـّـنا كيف طاوعتني نفسي على فعله إذن ؟! هل أتعجب الآن إذا ألقاني ربي في جهنم و حرمني من الجنة التي عشت أقل منها في أرضي ؟!
لقد أغويت الكثيرين بلا عقاب منحت جسدي لكل عبد منيب و غير منيب، كنت أجعل أصابعي في أذنيّ و استغشي ثيابي كي لا أسمع و لا أرى كل من يعارضني و يخبرني بأن ما أفعله حراما، كان الكثيرون يتعجبون: كيف تعرفين الحقيقة و تستمرين على فعلتك، كنت أحب عبيد جسدي، كنت أحب أن أرى في العيون كم أنا جميلة، كنت أحب لمسات الرجال عندما يصافحونني و يمسكون بيديّ الناعمتين لمدة طويلة، كنت أحب أفعال البعض الآخر الأكثر جرأة عندما يتحسسون أجزاء من جسدي بسرعة كأنهم لا يقصدون ذلك !
لحق بي رسول ربي، أخبرني و هو يقبض روحي: "إن أهلك الآن يقرؤون عليك الفاتحة أملا في أن يرحمك ربك و ربهم".
ــ "و هل سيرحمني" ؟!
ــ "علمه عنده وحده من ذا الذي يتألـّه على الله و يستطيع أن يخبرك إن كان سيرحمك أو يعذبك" ؟!
تذكر يا كل إنسان على الأرض يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم تذكر ربك الذي خلقك فسواك فعدلك حافظ على أمانته التي أعطاك إياها وفـّيه حقوقه و ابتعد عما نهاك عنه قدر استطاعتك قبل أن يأتي اليوم الذي تـُقرأ عليك الفاتحة من قـِبل أ ُناس قليلين و هم يزورونك في قبرك الذي سيضيق عليك كما وسعت لك دنيتك و أنستك آخرتك، لا تجعل نفسك عرضة لألا يغفر الله لك كما نأمل جميعا; فكلنا نأمل مغفرته و رحمته; "إن رحمت الله قريب من المحسنين ".
ملحوظة: هذا الموضوع بقلمي و ليس منقولا إلا من منتداي الخاص.
كنت أعدو في ذلك الطريق و أنفاسي تتلاحق، كنت أهرب منه بكل قوتي مع علمي في أنه في النهاية سيلحق بي و يأخذ الأمانة التي أودعها آمره عندي.
كنت أعرف تماما إنني لن أحتفظ بما منحني إياه للأبد، كنت أعرف إنني سأفقد ما أتفاخر به على أقراني يوما ما، كنت أعرف إنني سأفقد ما أختال به على الناس رغم إنه ليس ملكا لي ; بل أمانة اودعني إياها صاحبها و سيستردها يوما ما.
صحيح إنني لم أكن أنفذ ما كنت مكلفة به، صحيح إنني كنت أتجاهل الأوامر التي يجب عليّ تنفيذها دوما طوال عمري، صحيح إنني كنت أفعل دوما ما لايجب عليّ أن أقوم به; إلا أنني كنت أعرف قوته و سطوته كما أعرف رحمته بمن ينفذ أوامره و يبعد قدر المستطاع عما نهى عنه و التزم و فعل ما يطلبه منه.
اليوم بعث لي رسوله ليسترد الأمانة التي تركها عندي، لا لست مستعدة لتركها بعد، لماذا تكون من حقه هو، أليس رحيما بمتبوعيه لماذا لا يتركها لي ؟!
أتى إليّ و أخبرني: "اليوم ستـُسرد الأمانة الأمانة التي لم تحافظ عليها كما أ ُمرت".
رددت في رعب: "لا أستطيع أن أنفذ كل ما أمرني به و أبتعد عن كل ما نهاني عنه" !
ــ "أنت حتى لم تحاول، لا يمكنه أن يطلب منك الالتزام دوما فهو يعلمك جيدا كما يعلم أقرانك لكنه يطالبك بالمستطاع و بما تقدر عليه. الأمر يسير و ليس عسيرا".
ــ "أرجوك أخبره إنني أريد أن أحتفظ بها لوقت أطول" !
ــ "و ما الفائدة إن كان سيستردها في النهاية; فلكل أجل كتاب".
ــ "دعني أدعوه و أبتهل إليه ألا يجعلك تقبض روحي الآن; لم تزل أمامي الكثير مما تشتهيه نفسي و لم أفعلها بعد".
ــ "لا أحد يأخذ كل شئ، نحن الملائكة مسيـّرون و لسنا مثلكم يا بني البشر مخيّرون نستطيع تحديد مصائرنا، أنتم لا تدرون النعمة التي أنتم فيها" !
ــ "عن أية نعمة تتحدث ؟! نحن نـُولد و لا نعرف لماذا ؟ نحن نـُـولد و لا نعرف إلى أين سيأخذنا الطريق لنا أوامر و نواه ٍ لا نستطيع الالتزام بها دوما، نحن مخلوقون من طين و أنتم من نور !! ألا ترى المهانة التي نحن فيها" ؟!
ــ "هذه مشكلتكم دوما يا بني الإنسان لا تردون بما قسمه الله لكم كما قال رسول الله محمد عليه الصلاة و السلام إذا كان عندك وادٍ من ذهب لتمنيت الثاني و إذا كانا اثنين لتمنيت الثالث، و هكذا لا يملأ عينيك غير التراب، الله خلقنا من نور لكننا لا نستطيع أن نتحكم في حيواتنا و مصائرنا، إن الله لا يعطي كل شئ لكل أحد; حتى يعرف كل مخلوق أن الكامل هو وحده سبحانه و تعالى" !!
عدوت مسرعة منه لا أعرف أين أنا الآن، كان يخرج من كل مكان أذهب إليه، كنت أعرف أنه لا فائدة تـُرجى من هروبي سيأخذ روحي في النهاية، سيذهب جسدي الذي كنت أفتن به الرجال و أغويهم ليـُدفن تحت الثرى، أتذكر غضبي فيما مضى عندما وُصفت بالعاهرة; كنت أعرض جسدي و أتربح منه، أعرف نهم الرجال و جوعهم و أنه مهما كانوا يبتعدون عن المعاصي فإن لهم غريزة لا يمكنهم التحكم فيها فقد خلقهم الله بها.
أهملت روحي ولم أعطها حقها الروحي، كنت أهتم بجسدي و بإسالة اللعاب من الأفواه عليّ كنت أسعد بنظرات ذلك الملتحي الذي يحاول أن يغضّ بصره لكنه لا يستطيع، يرمقني بنظرة ثم يشيح بعينيه سريعا خشية غضب الله الذي لم أخشه أنا.
أليس ما كنت أفعله هو ما يـُطلق عليه لفظة "عاهرة" في اللغة و الدين ؟! لماذا استنكرت إذن عندما وصفوني بهذا الوصف ؟! أليست هذه حقيقتي أم أن الجهل وصل بي إلى الحد الذي لا أعرف به حقائق الأمور ؟!
لقد أخبرني ملك الموت عزرائيل عليه السلام، قالها رسول الله صلى الله عليه و سلم: "الحلال بيـّـن و الحرام بيـّـن و بينهما أمور متشابهات".
أليس ما كنت أفعله حراما بيـّـنا كيف طاوعتني نفسي على فعله إذن ؟! هل أتعجب الآن إذا ألقاني ربي في جهنم و حرمني من الجنة التي عشت أقل منها في أرضي ؟!
لقد أغويت الكثيرين بلا عقاب منحت جسدي لكل عبد منيب و غير منيب، كنت أجعل أصابعي في أذنيّ و استغشي ثيابي كي لا أسمع و لا أرى كل من يعارضني و يخبرني بأن ما أفعله حراما، كان الكثيرون يتعجبون: كيف تعرفين الحقيقة و تستمرين على فعلتك، كنت أحب عبيد جسدي، كنت أحب أن أرى في العيون كم أنا جميلة، كنت أحب لمسات الرجال عندما يصافحونني و يمسكون بيديّ الناعمتين لمدة طويلة، كنت أحب أفعال البعض الآخر الأكثر جرأة عندما يتحسسون أجزاء من جسدي بسرعة كأنهم لا يقصدون ذلك !
لحق بي رسول ربي، أخبرني و هو يقبض روحي: "إن أهلك الآن يقرؤون عليك الفاتحة أملا في أن يرحمك ربك و ربهم".
ــ "و هل سيرحمني" ؟!
ــ "علمه عنده وحده من ذا الذي يتألـّه على الله و يستطيع أن يخبرك إن كان سيرحمك أو يعذبك" ؟!
تذكر يا كل إنسان على الأرض يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم تذكر ربك الذي خلقك فسواك فعدلك حافظ على أمانته التي أعطاك إياها وفـّيه حقوقه و ابتعد عما نهاك عنه قدر استطاعتك قبل أن يأتي اليوم الذي تـُقرأ عليك الفاتحة من قـِبل أ ُناس قليلين و هم يزورونك في قبرك الذي سيضيق عليك كما وسعت لك دنيتك و أنستك آخرتك، لا تجعل نفسك عرضة لألا يغفر الله لك كما نأمل جميعا; فكلنا نأمل مغفرته و رحمته; "إن رحمت الله قريب من المحسنين ".
ملحوظة: هذا الموضوع بقلمي و ليس منقولا إلا من منتداي الخاص.