2009-06-26, 04:56 PM
قصائد - لأحمد العلي - السعودية
قصائد - لأحمد العلي - السعودية
المجلة العربية - العدد 389 - يونيو 2009م
(1)
هل أفيءُ إلى الحب
وقد رأيته خلسة، يغدرُ بالقمر..؟
هذا الذي يغرس الغناء في حقولنا،
لا ليرى مراهقة الربيع
وهو ينمو بوجه شموسنا عشباً سرمديَّ الخطى..
بل ليمعن في تجلّينا
في أصفى أحزاننا لؤلؤاً، إذا اغرورقت عيون المحبين.
وننسى، كيف تلتفّ الشفاهُ ببعضها؛
*************
ثم تتفتّح، عطراً بحجم الذاكرة
هكذا صرتُ كائناً ليلياً، لفّعني الشعرُ بُردته
وصار قلبي الوضّاح، نرداً
في كفّ ضبابية.
(2)
تُذكّرني أهوائي بها؛
فقلتُ، وقال صوتها،
وارتمينا بأحضان تعرفُنا ونعرفُها..
وتنفّست فينا أسرارٌ عتيقة
ملفوفة بالورد، بُحناها!
والحنين يورق بيننا ويسيل في خطونا؛ نهراً من الريح
أو ريحاً من الأنهار تأخذنا..
كأنما قمرٌ تفتح بين كفّينا..
- لا تُكمل! قالت أهوائي المُتعبة.
- تضحكين؟
إنه الخيالُ البلسمُ المأوى
يفردُ فـيَّ أجنحته
حاضناً ليلاً مرتعشاً، وسنبلة خائفة.
(3)
لا أستطيعُ سماع الأغاني،
لا أريد لقلبي هذا الوجع.
هل عليّ أن أكسر كل هذي المزامير
وأربي من أوّلٍ، ليلاً غريباً؟
والغربة صمتٌ، والغربة صرخة.
ما أقولُ للنبض يحفرني ولم أخبئ فيَّ نبعاً؟
أأنا أتعتّق؟ وأعتقُ العُمر في جرار الكلام؟
ماذا؟ أأنا أهجس؟ أهذي؟
ظنّي أنني الآن أغني..
(4)
ليس نوماً،
إنه غرقٌ في فراش موحش.
الوسادة غابة عطشى،
والصور أشجارٌ ترشحُ أغصانها.
ما أنا راء؟!
نوارس تقتل أفقها، وحبيسُ أحزانها المطرُ.
ليس نوماً،
إنه سفرٌ لنجمة، تجرحُ وجنة الليل.
وحدي أحرُسُ خِلجانها،
ومراكبي الورق.
(5)
سماءٌ صبيّة،
تسترُ عُريها بالغيم،
وتتلفّعُ، في خمار من شمس.
إليك أرضيَ، إليّ سماءك،
انفتقي!
(6)
الحبُ كتابٌ أخضر،
والبنتُ زهرة مائية
تسقي معانيه.
أحمد العلي - السعودية
قصائد - لأحمد العلي - السعودية
المجلة العربية - العدد 389 - يونيو 2009م
(1)
هل أفيءُ إلى الحب
وقد رأيته خلسة، يغدرُ بالقمر..؟
هذا الذي يغرس الغناء في حقولنا،
لا ليرى مراهقة الربيع
وهو ينمو بوجه شموسنا عشباً سرمديَّ الخطى..
بل ليمعن في تجلّينا
في أصفى أحزاننا لؤلؤاً، إذا اغرورقت عيون المحبين.
وننسى، كيف تلتفّ الشفاهُ ببعضها؛
*************
ثم تتفتّح، عطراً بحجم الذاكرة
هكذا صرتُ كائناً ليلياً، لفّعني الشعرُ بُردته
وصار قلبي الوضّاح، نرداً
في كفّ ضبابية.
(2)
تُذكّرني أهوائي بها؛
فقلتُ، وقال صوتها،
وارتمينا بأحضان تعرفُنا ونعرفُها..
وتنفّست فينا أسرارٌ عتيقة
ملفوفة بالورد، بُحناها!
والحنين يورق بيننا ويسيل في خطونا؛ نهراً من الريح
أو ريحاً من الأنهار تأخذنا..
كأنما قمرٌ تفتح بين كفّينا..
- لا تُكمل! قالت أهوائي المُتعبة.
- تضحكين؟
إنه الخيالُ البلسمُ المأوى
يفردُ فـيَّ أجنحته
حاضناً ليلاً مرتعشاً، وسنبلة خائفة.
(3)
لا أستطيعُ سماع الأغاني،
لا أريد لقلبي هذا الوجع.
هل عليّ أن أكسر كل هذي المزامير
وأربي من أوّلٍ، ليلاً غريباً؟
والغربة صمتٌ، والغربة صرخة.
ما أقولُ للنبض يحفرني ولم أخبئ فيَّ نبعاً؟
أأنا أتعتّق؟ وأعتقُ العُمر في جرار الكلام؟
ماذا؟ أأنا أهجس؟ أهذي؟
ظنّي أنني الآن أغني..
(4)
ليس نوماً،
إنه غرقٌ في فراش موحش.
الوسادة غابة عطشى،
والصور أشجارٌ ترشحُ أغصانها.
ما أنا راء؟!
نوارس تقتل أفقها، وحبيسُ أحزانها المطرُ.
ليس نوماً،
إنه سفرٌ لنجمة، تجرحُ وجنة الليل.
وحدي أحرُسُ خِلجانها،
ومراكبي الورق.
(5)
سماءٌ صبيّة،
تسترُ عُريها بالغيم،
وتتلفّعُ، في خمار من شمس.
إليك أرضيَ، إليّ سماءك،
انفتقي!
(6)
الحبُ كتابٌ أخضر،
والبنتُ زهرة مائية
تسقي معانيه.
أحمد العلي - السعودية
============
المصدر: المجلة العربية - العدد 389 - يونيو 2009م